لماذا نفشل في تعلم اللغة الإنجليزية؟ -موضوع هام-
4:39 ص
نظر إلى قائمة المحفوظات في متصفحك وقم بعدّ ما وضعته فيها من منشورات لتعلّم اللغة الإنجليزية، ستجد تعداداً كبيراً لتلك المنشورات، أليس كذلك؟ هل بدأت في أي منها؟ حسناً ألق نظرة أخرى على قنوات اليوتيوب التي اشتركت بها، كم قناة تابعتها لتعلم اللغة، هل انتهيت من كورسات أي قناة فيهم؟
أغلب الإجابات ستكون بالسلب وبعد ذلك سيتبادر إلى ذهنك سؤال هام: لماذا نفشل في تعلم اللغة الإنجليزية رغم كل تلك الوسائل المجانية تماماً والمتوافرة في جميع الأوقات ولكل المستويات على شبكة الإنترنت؟ كيف كان المتعلمون السابقون للغة الإنجليزية في العقود الماضية يجيدون التحدث بها بطلاقة رغم عدم امتلاكهم لوصلة الإنترنت بينما لا نستطيع نحن فعل ذالك
الخوف
كم مرة انتويت فيها التحدث باللغة الإنجليزية لكن خشيت أن تتكلم بشكل خاطئ أو أن يقوم غيرك بالتعديل عليك أو الاستهزاء من طريقة نطقك للكلمات أو تركيبك لقواعد الجملة؟
الخوف يا صديقي هو الكابوس الأكبر في الحياة، دعك منه تماماً، لا تخف وأنت تتحدث بالإنجليزية. لا تتردد في إخراج الجملة من فمك أياً كان تركيبها أو معناها. الخطأ هو الطريق الأمثل للصواب.
كل الذين سخروا منك لم يولدوا من بطون أمهاتهم متحدثين بالإنجليزية، ولم يمضوا أعمارهم ويقضوا أوقاتهم في ضواحي نيويورك أو في ضباب لندن كي يتعلموا النطق السليم للغة من متحدثيها الأصليين. وإنما هم متحدثون بنفس لغتك ويعيشون في نفس مدينتك أو وطنك ومروا بما تمر به أنت الآن من لعثمة وتردد وتخبط في النطق بالكلمة أو بُنية الجملة ووجدوا من يصحح لهم ومن يبين لهم أخطائهم ومن ثم تجنبوها وطوروا من أنفسهم حتى وصلوا إلى مستوى الإجادة التامة لها. فلماذا تيأس أنت وتتخبط من التحدث أمامهم؟
تحدث بكل ما تريد وسجل أخطائك كلها في عقلك أو في كراسة ملاحظات خاصة بتعلم اللغة وحاول تجنبها في المرة القادمة، وتذكر أنه إذا لم تخرج من فمك الجملة مهما كان خطأها وإذا لم تتكلم بها أمام غيرك فلن تستطع التحدث بها أبداً.
لا أشعر بالتحسّن والتقدّم
حسناً، لقد التزمت بمشاهدة الكورس الفلاني وجربت كل الطرق التي تؤدي إلى تعلم اللغة لكني لا ألحظ أي تطور في لغتي، فما الحل؟
من قال ذلك؟ هل تعلم أنه في كل مرة تستمتع إلى كلمات أو تقرأ جملاً باللغة الإنجليزية فإنك تخطو خطوة إضافية في الطريق الصحيح للتحدث بالإنجليزية وبطلاقة؟
إذاً لماذا لا أشعر بذلك؟ لأنك قديماً كنت لا تعرف الكثير من الكلمات، الآن وقد صارت تلك الكلمات أمراً تقليدياً على أذنك وأنت تسمعها فتتصور أنك لا تتقدم كثيراً كما كان سابقاً. على العكس من ذلك، كلما راودك شعور أنك لا تتقدم وأن كل تلك الكلمات والقواعد قد مرت عليك من قبل فهذا يعني أنك تطورت بالفعل وتعلمت الكثير من قواعد اللغة وكلماتها ولا ينقصك سوى الجرأة في التحدث بكل ما تعلمته وسمعته من جمل وكلمات.
الملل واليأس
أعلم أنك بالفعل بدأت الكثير من الكورسات بحماس كبير وبثقة في التعلم وأن هذا الكورس سيجعلك بعد الانتهاء به كأي مواطن أمريكي أو بريطاني متحدث بالإنجليزية.
لكن سرعان ما تسلل اليأس والملل إلى نفسك وشعرت بخيبة أمل كبيرة وأنت تهمل الفيديوهات واحداً بعد الآخر بعد أن وضعت لنفسك جدولاً زمنياً في تعلم اللغة، وبعد ذلك تلقي عنك كل الفيديوهات وتقرر في يأس أنك غير صالح لتعلم الإنجليزية. هنا سنتناول الحل في محورين:
أولاً
الملل أمر طبيعي يحدث لكل إنسان في حياته، النفس البشرية ترغب دائماً في كل جديد وبعد أن تجربه تتحول عنه إلى شيء أكثر إمتاعاً منه. لذلك لن أحكي لك عن الإرادة والعزيمة التي تجعلك تشاهد كورساً تعليمياً على الطريقة الأكاديمية يتكون من عشرات الحلقات وأدَعي أنه بإمكانك الاستمتاع وأنت تشاهده بالطبع ستملَ منه، بدلاً من ذلك سأقترح عليك حلاً آخر: لماذا لا تربط تعلمك للغة بوسيلة متجددة وممتعة ومفيدة في نفس الوقت؟
هذه الوسيلة هي الأسرع والأفضل برأيي في تعلّم أي لغة، تتميز الأفلام بأن أحداثها مثيرة وممتعة ومتجددة في نفس الوقت لذا لن تمل أبداً وأنت تشاهدها، وفي نفس الوقت ستتطلع على لغة المتحدثين الأصليين للغة وبتلقائية كبيرة بعيدة عن تعقيدات المعلم والطالب، وبنطق صحيح تماماً مع إمكانية أن تقوم بتخمين معنى الجملة أو الكلمة في سياق الأحداث. طريقة رائعة وعن تجربة شخصية أفدت منها كثيراً.
ثانياً
خطأ الاعتماد على مصدر واحد في تعلم اللغة.
أذكر نصيحة أخبرني بها ذات مرة معلمي في اللغة الإنجليزية حين كنت في المرحلة الثانوية وسألته عن أفضل كتاب أتعلم منه اللغة فأجابني قائلاً:
لا يوجد كورس واحد يجعلك بعد الانتهاء منه متحدثاً بليغاً بالإنجليزية، اللغة أسلوب حياة، يصعب حصرها في شيء واحد مهما بلغت درجة إتقانه وامتيازه، شاهد أفلاماً، استمع لراديو باللغة الإنجليزية، تحدث مع صديقك بها، اجعلها في كل حياتك وليست في ساعة واحدة أثناء الكورس التعليمي.
اربط بين تلك الثلاثة أسباب وتجنب الخوف واليأس والشعور الكاذب بعدم التحسن وتذكّر دائماً أنه يوجد على وجه الأرض مئات الملايين من المتحدثين بالإنجليزية كلغة غير أصلية لهم، فلماذا لا تصبح أنت واحداً منهم؟ بوصلة الإنترنت امتلكت
0 التعليقات
0 Comments